دائما ما يطالب الآباء والأمهات أولادهم بأداء حقوقهم وبرهم والالتزام
بطاعتهم وهذا شيء لا يختلف عليه اثنان ،فحقوق الوالدين مقدسة ولا يمكن
السماح بالتهاون بها أو التغاضي عنها ، كما أن عقوقهم كبيرة من الكبائر
فعنه صلي الله عليه وسلم أنه قال (ألا أنبئكم
بأكبر الكبائر قلنا بلي يا رسول الله قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين
وكان متكئا فجلس فقال ألا وقول الزور فما زال يكررها حتي قلنا ليته سكت) "متفق عليه".
ألا
إن الناظر في حقيقة الأمر يجد أن معظم حالات عقوق الوالدين إنما هي بسبب
الوالدين أنفسهم ، حيث أن الوالدين لم يحفظوا أمانة الله في أولادهم ولم
يؤدوا الحقوق الطبيعية والشرعية لابناءهم ، فكانت النتيجة أن حصدوا ما
زرعوه بأيديهم ، فإن الوالدين اذا احسنوا تربية أبناءهم فانهم سوف يحصدون
ان شاء الله البر والإحسان من أبناءهم ، وفي المقابل إذا لم يحسنوا تربية
أولادهم وضيعوا الحقوق فسيحصدون في الغالب الإساءة والعقوق من أبناءهم.
لذلك
يجب على الإباء أن يتقوا الله في أبناءهم ويحفظوا أمانة الله فيهم فإنهم
مسئولون عنهم يوم القيامة قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) "أخرجه البخاري ومسلم".
حقوق الأبناء على الاباء
أولا :اختيار أم صالحة لهم
يجب على الأب أن يختار زوجة ذات خلق ودين لان هذه الزوجة سوف تكون أم لأولاده وستتولى تربيتهم في المستقبل .
ثانيا:التسمية والدعاء قبل المعاشرة
ينبغي علي الاب التعوذ بالله من الشيطان الرجيم قبل المعاشرة الزوجية فعن ابن عباس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم (لو
أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب
الشيطان ما رزقتنا ثم قدر أن يكون بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبدا ) "أخرجه البخاري ومسلم"
ثالثا:حسن اختيار الاسم
فعلى الأب أن يحسن تسمية ابنه فلا يختار اسما غريبا أو شاذا أو مضحكا أو فيه من التحقير والاهانة.
رابعا: ذبح العقيقة
وهي
سنة مؤكدة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم وتكون شاتان عن الغلام وشاة
واحدة عن البنت فقد روي عن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال( كل غلام رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم السابع ويحلق رأسه ) "رواه ابوداود وصححه الألباني".
خامسا: أن يربيه تربية إسلامية
فالواجب
على الأب أن يحسن تربية أبناءه فيربيهم على الدين والأخلاق والفضائل
ويعلمهم القرآن والسنة ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر فعن أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه) "أخرجه البخاري ومسلم" وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع)"رواه ابو داود وصححه الألباني"
سادسا:أن يكون قدوة حسنة
على
الأب أن يكون قدوة حسنة ومثل صالح لابناءه في الالتزام بالدين والأخلاق
فليس من المعقول مثلا إن يأمر أولاده بالصلاة وهو غير ملتزم بها أو ينهي
أولاده عن الكذب وهو يكذب .
سابعا: الإنفاق عليهم
فالأب مسئول عن الإنفاق على أولاده بما يستطيع وحسب مقدرته ومن الرزق الحلال قال تعالي (لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها) "الطلاق:7".
ثامنا: الرحمة والحنان بهم
فعليه أن يكون رحيما بأولاده حنونا عليهم وان يبتعد قدر الإمكان عن الغلظة والشدة والضرب ، إلا في أمور ضيقة وبما فيه مصلحتهم.
تاسعا:العدل بين الأبناء
على
الأب أن يعدل بين أبناءه ويساوي بينهم في كل شئ ويعاملهم معاملة واحدة دون
ظلم، فلا يعقل أن يميل إلى واحد منهم فيختصه بحبه وحنانه وماله ووقته.